انطلاقاَ من حاجة الأطفال والطلائع في مدينة القدس إلى تطوير مهاراتهم وتوعيتهم في ظل الظروف التي يعيشها سكان المدينة، أطلقت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية مشروع تحت شعار “شبابنا قدها”، والذي يهدف إلى تعزيز دور الأطفال في مجتمعاتهم المحلية، وتنمية قدراتهم الفردية وتطوير مهاراتهم الإجتماعية إلى جانب رفع وعيهم ووعي ذويهم في قضايا حقوق الطفل، والإرشاد المهني، والأمان الرقمي بالإضافة إلى الإستخدام المسؤول لمواقع التواصل الإجتماعي.
بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” وبالشراكة مع خمس مؤسساتٍ قاعدية عاملة في بلدات القدس، أبرمت “الرؤيا الفلسطينية” مذكرات تفاهم مع كل من مركز الطفل الفلسطيني في مخيم شعفاط، ومبادرة شباب البلد في جبل المكبر، ومركز سبافورد للأطفال في البلدة القديمة، وملتقى الشباب التراثي المقدسي في سلوان، إضافة إلى نادي العيساوية، والتي ستقوم جميعاً بدورها بمهام تنفيذ فعاليات وأنشطة مشروع “شبابنا قدها”.
وتنفيذاً لنشاطات المشروع، باشرت المؤسسات الخمس بإطلاق أندية للأطفال في بلدات جبل المكبر، والعيساوية، وسلوان، والبلدة القديمة، حيث استهدفت كلٌ منها أربعين طفلاً في كل منطقة تتراوح أعمارهم ما بين ١٣- ١٧ عاماً، ويشارك الأطفال في برنامج تدريبي يتضمن لقاءات في مجالات المهارات الحياتية، والإرشاد المهني وحقوق الطفل، إضافة إلى معلومات خاصة بالمواطنة الفاعلة والمبادرات المجتمعية، ذلك كله بواقع 58 ساعة تدريبية تتضمن جولة مهنية إلى جامعة فلسطينية أو مصنع أو مركز مهني.
تسعى أندية الأطفال إلى استهداف البلدات الخمس السابقة، نظراً لشحّ المرافق العامة والملاعب والساحات الترفيهية المخصصة للأطفال، بالإضافة إلى المخاطر المحدقة بحقوقهم داخل بلداتهم المطوقة بجدار الفصل. يُسهم المشروع في طرح آليات التغلب على الصدمات عند الأطفال ورفع وعيهم إزاء حالات الخطر المحيطة بهم في مدينة القدس.
وتحدثت شيرين النمري مديرة المشروع عن مدى إيمان مؤسسة الرؤيا الفلسطينية والمؤسسات الشريكة بأهمية تقديم الدعم والمساندة لأطفال القدس من خلال أنشطة المشروع التي تعمل على رفع وعي الأطفال وأولياء أمورهم في مجال حقوق الطفل، وخاصة الأطفال الأكثر تضرراً بما في ذلك القاصرين الذين تعرضوا للإعتقال أو الذين يعيشون في أسر تعاني من الفقر الشديد، إلى جانب الأطفال المتسربين من المدارس أو غير الملتحقين بها أصلاً.
يستهدف مشروع “شبابنا قدها”، أكثر من خمسمائة طفل من سكان مدينة القدس إضافة إلى نحو ثلاثمائة من أولياء الأمور في المناطق الخمس المستهدفة، هذا ومن المقرر أن تنفذ المؤسسات الشريكة بدورها عشر مبادرات مجتمعية في تلك المناطق.