أنهت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية مرحلة المناظرات المدرسية التي نظمتها ضمن مشروع “سمو” الهادف في جوهره لنبذ ظاهرتي العنف والتنمر، حيث استهدفت المؤسسة في مشروعها سبع مدارس اختيرت من محافظتي القدس والخليل لتخوض كل منها سلسلة مناظرات تناقش ظاهرة العنف بعدة مستويات.
فعلى مستوى الوطن نظمت المؤسسة أمس الخميس المناظرة الوطنية الختامية، التي شارك فيها اربع مدارس من كلتي المحافظتين تنافس خلالها الطلبة بمقولات ترفض العنف وتناقش أبعاده النفسية، الاجتماعية، والاكاديمية وانماط الحلول للحد منه.
ولابرام المناظرة الختامية، نظمت الرؤيا الفلسطينية حفلاً في محافظة الخليل، تحت رعاية وزارة التربية والتعليم، وبمشاركة صانعي قرار وقادة فلسطينين، ناظر خلالها مشاركو مشروع سمو حول المقولة الاولى وهي “يعتقد هذا المجلس بأن العنف الموجه للإناث مبني بشكل رئيس على العادات والتقاليد”، ومن نجحت كل من مدرسة الشابات الثانوية الشاملة من محافظة القدس ومدرسة بنات ياسر عمرو من الخليل للتأهل للمرحلة النهائية وتنافستا على المقولة الختامية وهي “يعتقد هذا المجلس ان التنمر في المدارس هو السبب الرئيسي لتسرب الطلبة من المدارس”.
وتوج فريق مدرسة بنات ياسر عمرو من الخليل بالفائز الاول بالمناظر الوطنية بعد ان نجح في تخطي مراحل المناظرات الثلاث: المنافسة المدرسية، والمنافسة على مستوى المحافظة، واخيراً المنافسة النهائية على مستوى محافظتي القدس والخليل من خلال تحصيل أفضل مجموع خلال المناظرات التي تركزت بمقولاتها على رفض ظاهرتي العنف والتنمر في المجتمع الفلسطيني.
وأكد مسؤول الارشاد في مديرية التربية والتعليم في الخليل فايز شرف على اهمية تسليط الضوء على قضية العنف في المدارس واثاره السلبية الاجتماعية
والاكاديمية وأهمية ابرام المناظرات الذي ينظمها الطلبة أنفسهم ويبنون بها الحجج والحلول”.
وعبرت طالبات المدرسة الفائزة عن فرحتهم بالفوز بالمرتبة الاولى على مستوى الوطن موضحيين انهن اكتسبن معرفة حول ماهية ظاهرتي التنمر والعنف، وتعرفن على الاليات والسبل للحد منهما، وأكدت الطالبات انهن بصدد نقل هذه المعرفة والاساليب لزميلاتهن الاخريات في المدارس للمساعدة في الحد من ظاهرة العنف وتبديل السلوك باخر ايجابي بين الطالبات.
وكجزء من مشروع “سمو”، تعنى الرؤيا الفلسطينية بالشراكة مع اليونسيف، بتنفيذ أندية المناظرات الى جانب أندية الدراما والحملات، وغيرها من الأنشطة والفعاليات المتمحورة حول التوعية بظاهرتي العنف والتنمر، فكمرحلة اولية، يخضع الطلبة المشاركين من مدارس محافظتي القدس والخليل، لجملة من التدريبات المكثفة على مواضيع العنف ضد الفتيات، التنمر، حقوق الطفل، التفكير الناقد، الحوار الايجابي، والمهارات الحياتية. وتتبعها ايضا تدريبات خاصة بمهارات المناظرة، هيكلية بناء الحجج، الدراسة والبحث لجمع المعلومات، اضافة لمهارات دحض الحجج وتفنيدها، تمهيداً للمشاركة في المنافسة المنظمة على مستوى المدرسة والتي يختار خلالها أربعة طلبة يمثلون المدرسة المستهدفة في المراحل اللاحقة.
أما المرحلة التانية، فتنظم على مستوى المحافظة، ينافس خلالها الطلبة نظرائهم المشاركين من المدارس الأخرى داخل المحافظة، ثم تختار الجان المختصةأفضل اربع فرق من محافظتي القدس والخليل، وفي هذه المرحلة تأهلت مدارس الى المرحلة الثالثة والأخيرة التي يتنافس بها المشاركون في المناظرة الختامية.
تنفّذ هذه الأنشطة ضمن مشروع سُمو – المنفذ بالشراكة مع اليونسيف وبتمويل من الحكومة الفنلندية للمساهمة في الحد من التنمّر و العنف ضد الفتيات القائم على أساس النوع . و الجدير بالذكر أنّ سمو هو مشروع ينفذ في منطقتي القدس والخليل لتعزيز دور الطلاب والطالبات في مجتمعاتهم وإكسابهم أدوات تفاعليّة وتنمية قدراتهم الفرديّة ومساعدتهم في حل المشاكل والتقليل من ظاهرتي التنمّر و العنف ضد الفتيات.