في قلب بلدة بيت صفافا، الواقعة جنوب شرق مدينة القدس، اختتمت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية مهرجان زورونا الرابع التي نظمته لثلاثة أيام في البلدة، بهدف إحياءها وتعزيز الوجود الفلسطيني فيها، وسط تفاقم سياسيات الاحتلال المستهدفة لاراضي القرية المطوّقة بالمستوطنات، ومحاولاتها الدؤوبة الى تهجير أهلها لصالح تقسيمها وتوسيع مستوطنتي جفعات هَماتوس و جيلو الجاثمتيْن على أراضيها.
فبزفة فلسطينية جابت شوارع بلدة بيت صفافا وتعالت بها تعاليل الجدّات وغناء الفنانة دلال أبو آمنة مع أهالي بلدة بيت صفافا، افتتحت أولى أيام مهرجان زورونا الرابع بزفة فلسطينية على طراز الزفة التراثية الخاصة بأهالي بيت صفافا، والتي اعتادوا ترديدها في مناسباتهم الاجتماعية، كما وقدمت الفنانة دلال أبو آمنة عرضاً طربياً تراثياً، تضمن وصلات غنائية متنوعة أحبها الجمهور ورددها معها ، جنباً الى جنب افتتاح السوق الشعبي الذي يضم سلسلة من المنتجات الغذائية و الاِشغال اليدوية و التراثية التي نسجتها أيادي نساء القرية و ابتكر أفكار المشاريع المشاركة ريادين من بلدات القدس كافة .
وشارك المئات من الفلسطينيين الوافدين من معظم بلدات القدس في فعاليات وعروض أيام مهرجان زورونا الذي تنظمه مؤسسة الرؤيا الفلسطينية للعام الرابع على التوالي في قرية بيت صفافا بتمويل من اتحاد الكنائس السويسرية، و بالتعاون مع مجموعة “ولاد حارتنا”، حيث شاركت الجماهير في الزفة التراثية التي جابت شوارع البلدة بمشاركة الفنانة دلال أبو آمنة، مرددين “التعاليل” الفلسطينية المأثورة عن الأجداد والجدات المشاركات أيضاً بلباس الزي والثوب الفلسطيني، وعبّر الجمهور عن فرحتهم بالقصص التراثية التي روتها الفرقة ضمن عرض “يا ستي”، وحكايات الأغاني الفلسطينية.
وقال أحمد حمو منسق مهرجان زورونا الرابع : إن إقبال الجمهور الفلسطيني على المشاركة في مهرجان زورونا يتزايد في كل عام، ونحن سعيدين بهذه المشاركة الفاعلة من اهالي قرية بيت صفافا و اهالي بلدات القدس كذلك في الزفة و العروض المتنوعة”، مضيفاً بأن أهالي القدس بحاجة ماسة للمهرجانات الثقافية في المدينة إنعاشها؛ لاسيما البلدات المهدد أهلها بالتهجير و مصادرة الاراضي ككقرية بيت صفافا المحاطة بالمستوطنات”.
وحول هدف المهرجان، أوضحت دلال عبد ربه احدى المتطوعات في مجموعة ولاد حارتنا: ” أن المهرجان بحشده لمئات الجمهور يعزز الوجود الفلسطيني في قرية بيت صفافا، ويسلط الضوء على قضايا القرية وانتهاكات سلطات الاحتلال فيها، كما ويسهم بإحياء الهوية الفلسطينية الموحدة بين كافة المناطق المشرذمة، ويمكن الكثير من الشباب الفلسطيني والنساء اقتصاديا عبر منحهم الفرصة بعرض منتجاتهم في السوق الشعبي”.
المهرجان الثقافي في بيت صفافا، تضمن في ثاني أيامه عرضاً رئيساً للأطفال قدمته فرقة “بابلز” بمشاركة ست شخصيات كرتونية و أيقونية من عالم “ديزني لاند” للأطفال، وظهر التفاعل و فرح الأطفال بالتفاعل و اللعب مع الشخصيات الكرتوني المحببة لهم. كما وتعالت أصوات الأهازيج وصخب الموسيقي مع ضربات الأقدام في عرض “جدل” للدبكة الشعبية الفلكلورية الذي أحيت به فرقة سوار للفنون الشعبية المسرح في عرض رئيس خلال اليوم الثاني. أما اليوم الثالث فأحيت عروضه الفرقة الغنائية الفلسطينية “فرقة زمن” التي قدمت الأغاني التراثية بطابع جديد أحبه الجمهور ورددها. في الوقت الذي استمر على مدار ثلاثة أيام افتتاح السوق الشعبي في المهرجان الذي ضم زوايا متعددة ومتنوعة جمعت بين المطرزات و الأشغال اليدوية، و المنتجات الغذائية و التجميلية ،التي جسدت مبادرات شبابية ابداعية ، ومشاريع ريادية نسوية، أسهم المهرجان في تعريف الجمهور المقدسي على أبرز خدماته ومنتجاتها.
وتنفذ مؤسسة الرؤيا الفلسطينية مهرجان زوزنا الرابع بالشراكة مع مجموعة “ولاد حارتنا”، ضمن مشروع تمكين الذي تنفذه المؤسسة للعام الرابع على التوالي بتمويل من اتحاد الكنائس السويسرية.