نفذت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية بالتعاون مع جمعية الشباب العرب”بلدنا” بالشراكة مع هيئة خدمات الأصدقاء الأمريكية-كويكرز، سلسلة جولات ضمن مشروع (تواصلوا) بهدف تعزيز الهوية الوطنية الجامعة بين الشباب الفلسطيني، وقد شارك/ت في هذه الجولات، نحو 500 مشارك/ة من خلال 12 جولة تم تنظيمها خلال شهري تموز وآب، 2017.
يهدف مشروع تواصلوا لجمع الشباب الفلسطيني من الداخل الفلسطيني ومناطق الضفة الغربية، لتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة وتطوير المواقف المشتركة حول القضايا السياسية والاجتماعية، وذلك من خلال التواصل وتبادل الزيارات، لتغيير واقع الفصل العنصري وسياسات الاحتلال الإسرائيلي لعزل الفلسطينيين وشرذمتهم. يأتي هذا المشروع، في سياق تعمل فيه منظومة السياسات الإسرائيلية على شرذمة الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال خلق مجموعة هويّات مختلفة وغير مترابطة، أدت إلى تقسيم الفلسطينيين جغرافياً إلى فلسطينيّ مدينة القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة، والداخل الفلسطيني، ويختلف تفاوت التأثير في هذه المناطق بحجم التعرّض للسياسات الإسرائيلية المتبعة، والذي أدى إلى ترسيخ سياسة “فرق تسد” بين المناطق الفلسطينيّة المختلفة، حيث أدى ذلك إلى خلق العديد من الحواجز النفسيّة والصور النمطيّة عن الفلسطينيين بعضهم البعض.
حيث تم تبادل الزيارات بين ست مجموعات من قرى ومدن فلسطينية مختلفة، منها مجموعات: القدس وسخنين، ومجد الكروم، والناصرة، طرعان، عرةعرة، الرينة، طولكرم، الرينة، حورة النقب، رام الله. وتخلّلت الجولات ورش حواريّة مرتبطة بموضوعة الهويّة الفلسطينية، الشرذمة السياسية والاجتماعيّة القائمة، أسبابها، وانعكاساتها، وتبعاتها على مستوى الفرد والمجتمع. تلاها جولات في القرى والمدن الفلسطينية المشاركة في المشروع، والتي هدفت إلى تعريف المشاركين/ات بالواقع السياسي والاجتماعي المعاش. سبقت هذه الجولات، ورش تمهيديّة، لكل واحد من المجموعات المشاركة، والتي قامت بدورها، بتعريف المشاركين/ات بالمشروع، والتهيئة للنقاشات التي سيتم التطرّق لها خلال الجولات المشتركة. وتضمّنت الجولات مسار مشي تعريفي بالمنطقة المزارة، وفعاليات اجتماعية تهدف إلى تعارف المشاركين وكسر الحواجز فيما بينهم وتشبيك العلاقات.
حول تجربتهم في المشروع، تقول بيان زايد من طولكرم 17 عام: “أكثر شي استفدت منه كان العلاقات الجديدة وعرفت انه كلنا عنا هوية واحدة وأن الفلسطينيين في كل مكان بيعانوا من الاحتلال بطريقة مختلفة” وقالت حور حواشين من طولكرم “أهم شي تغيير الصورة النمطية، كيف كنّا نفكر أنهم في الداخل عايشين متل اليهود.”
وتقول سوار ابو عقل، من سكان عرعرة المثلث “أخوض بمشاركتي هذه أهم تجارب حياتي، مثلي مثل عدد كبير من الشباب الفلسطيني الذي يود كثيرًا التعرّف على ما خلف الجدار والحواجز في الضفة الغربية، فالسياسة المبرمجة التي تحصر حياة الفلسطيني جغرافيًا وثقافيًا هي أحد أهم تحديات هذا الجيل.”
وعن الصور النمطية والعلاقات بين الضفة والداخل أضافت أبو عقل “ساعدتني هذه الجولات على معرفة ما يعتقده الفلسطيني في الضفه عن أخيه الفلسطيني بالداخل من خلال الحوار الواضح الموجّه والمفتوح بين فئات عمريه مختلفه واشخاص بكافة التوجهات بدرجات مختلفة من الوعي، وأرى ان هذا هو اهم ما يجب فعله ان نضع كل نزاعاتنا وتخبطاتنا وأسئلتنا على الطاوله ونطرحها بوضوح وجرأة كي نستطيع تخطي المرحلة وتجاوزها، أعتقد أن المشروع نجح في تحقيق ذلك بنسبة عالية”.
أمّا قمر مناصرة من الرينة (18عام) قالت عن مشاركتها في المشروع: “المشروع اكثر من رائع، وعمل نسيج من التواصل بين الشباب، وتغيرت كثير من أفكارنا، وصار عنا صحاب من مناطق مختلفة، وانتبهنا للأفكار السيئة الموجودة عنا عن بعض.” ويستكمل مشروع تواصلوا جولاته خلال الفترة القادمة حيث سيتم تنظيم جولات تبادلية بين عدة مناطق مختلفة في فلسطين منها: بيت لحم، الخليل، نابلس، عرابة ويافا حتى نهاية عام 2019.