تحت عنوان أيام وليالي وادي عين الزرقاء- بيتللو، أطلقت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية بالامس، المهرجان التراثي الفني المنظم لمدة يومين مقبلين في محمية وادي عين الزرقاء في قرية بيتللو، الواقعة شمال غرب مدينة رام الله؛ وذلك بهدف إنعاش المحمية بالزوار وإحياء اراضي قرى بيتللو ودير عّمار، وجمّّالا المجاورة لها، والمهددة بالمصادرة من قبل سلطات الاحتلال.
فبهدف حماية المحمية و تعريف الزوار بها وتشجيع السياحة الداخلية اليها، نظم الحدث التراثي تتويجاً لمشروع” نروي”، الذي تنفذه مؤسسة الرؤيا الفلسطينية بدعم من مرفق البيئة العالمي \ برنامج المنح الصغبرة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP- GEF- SGP، سعياً الى تحسين استدامة المناطق المحمية، وتطوير سبل العيش لاهل قرى بيتللو، دير عمار، جمالا،وذلك عبر تمكين الشباب فيها والجمعيات النسوية اقتصادياً، وتفعيل السياحة الداخلية في محمية الهاشمي (عين الزرقاء) المستهدفة ضمن المشروع.
وشارك في الحفل المئات من الفلسطينيين الوافدين من القدس ومدن الضفة لدعم المحمية ومساندة أهالي قراها المجاورة، وسط حضور ومشاركة فاعلة لقيادات وطنية فلسطينية وجهات رسمية أسهمت في إنجاح الحفل وحماية المحمية خلال فترة المشروع، حيث رحب رئيس مجلس قروي بيتللو نصر رضوان؛ خلال كلمته الافتتاحية بالحضور والمشاركين، وأكد على أهمية إحياء المحمية بشكل دائم بالزوار والفلسطينيين لاثبات الوجود على أرضها.
وأشادت رئيس سلطة جودة البيئة الفلسطينية المهندسة عدالة الأتيرة، بدور المشاريع الشبابية المنفذة من قبل مؤسسات المجتمع المدني في إنعاش وحماية القرى الفلسطينية لاسيما المناطق المهددة بالمصادرة، جنباً الى جنب حماية الهوية الفلسطينية بسواعد شبابية وكوادر مؤهلة، داعيةً الى تكثيف الجهود وتوحيدها في سبيل حفظ الأرض والهوية.
واتفقت نادية الخضري، المنسق الوطني مرفق البيئة العالمي \ برنامج المنح الصغبرة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع مدير عام الغابات و المراعي في وزارعة الزراعة الفلسطينية حسام طليب، على ضرورة الاهتمام بالمشاريع البيئية الفلسطينية خاصة الحافظة للمسارات والمحميات الطبيعية، وأكد كل منهم على دعم جهته الدؤوب لكافة المؤسسات المجتمعية المهتمة للعمل بمثل هذه المشاريع البيئية، وتشجيعها على التعاون مع الجهات الرسمية لحماية البيئة الفلسطينية وتعريف المجتمعات الفلسطينية بها مع الحفاظ عليها .
الحدث الثقافي المستمر ليومين، أحيت أولى عروضه الرئيسة الفنانة ميرا أبو هلال التي أطربت الجمهور بأغاني تراثية فلسطينية أحبها الجمهور ولاقت تفاعلاً واسعاً منهم. كما وتخلل الحفل معرضاً قدمت خلاله نساء قرى بيتللو، وجمّالا ودير عمار، مجموعة واسعة ومتنوعة من المنتوجات والسلع النسوية التي انتجنها، خاصةً المنتجات العضوية والصديقة للبيئة كالمأكولات والمطرزات و الأشغال اليدوية، كفرصة لترويجها وتسويقها للزوار، والمساعدة في بيعها ودعمهن، وتمكينهن اقتصادياً، ومن المقرر أن يحيي الفنان عباد أبو صوي اليوم التراثي الثاني في عرض غنائي رئيس، كما وسيتمر المعرض بمشاركة مجموعة من الجمعيات الزراعية وأصحاب المشاريع الصغيرة المشاركة في منتجاتهم البيئية الطبيعية.
مدير مشروع نروي في مؤسسة الرؤيا الفلسطينية عامر ضراغمة، قال إن “هدفنا في تنظيم الحدث الثقافي ليالي وادي عين الزرقاء (وادي جناتا) هو تفعيل السياحة الداخلية وتعريف الناس على المحمية، إضافة الى ترويج المنتوجات النسوية في القرية من خلال معرض للنساء” و حضور من مختلف المحافظات على مدار اليومين واكد على أن “نجاح هذا الحدث جاء بمجهود مشترك بداية بالداعمين مرفق البيئة العالمية\برنامج المنح الصغيرة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركائنا ووزارة الزراعة وسلطة جودة البيئة ومجلس قروي بيتللو وجمعية سيدات بتللو وأهالي القرى دير عمار وجمالا وبيتللو”.
وسبق افتتاح المهرجان، تنظيم جولات تعريفية للزوار بمحمية وادي عين الزرقاء -وادي جناتا و توجيهم لاهم المسارات البيئية و النعالم الأثرية فيها، حيث تم سابقاً وضمن مشروع “نروي” تأهيل المحمية والمسار البيئي فيها، وتهيأته لاستقبال الوافدين من جميع أنحاء المحافظات الفلسطينية والسائحيين بهدف التعريف بها وتنشيط السياحة الداخلية اليها.
وشرع مشروع” نروي” مؤخراً بتنفيذ تدريبات خاصة بالشباب، تهدف الى تمكين وبناء قدرات نحو عشرين شاب وشابة من قرى بيتللو ودير عمار وجمالا، حول موضوع الإرشاد السياحي البيئي، حيث تم تدريب المشاركين من القرية في مجالات الإرشاد السياحي البيئي، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة، والمعلومات حول الموارد البيئية بما في ذلك الثروة النباتية والحيوانية في القرى المستهدفة، ليمارسوا لاحقاً دورهم كمرشدين سياحيين يقودوا مختلف المسارات البيئية في القرى المستهدفة ومحمية عين الزرقاء.
ويشار الى أن المشروع أنشأ على امتداد المحمية في الآونة الأخيرة ما يعرف ب “الخط الفاصل للنيران” على طول كيلو متراً ونصف، لحماية المحمية من الحرائق، حيث وقع القائمون عليه مذكرة التفاهم مع وزارة الزراعة كون المحميات الطبيعية في فلسطين من ضمن مسئوليات الوزارة. وتركزت مذكرة التفاهم على ضمان استدامة والحفاظ على الخط الفاصل للنيران داخل المحمية، وتأهيل السيل والكشف عن عين الماء وتجهيزها للاستخدام من قبل الوافدين الى المحمية.
وتجابه محمية وادي عين الزرقاء والقرى المجاورة لها كقرى بيتللو ، جمّالا، ودير عمّار؛ تحديات ومعيقات جمى، أبرزها محاولة سلطات الاحتلال مصادرة أراضي المحمية وما يجاورها من القرى، حيث صادرت سابقاً الاف الدونمات من أراضٍيها لتقيم على أنقاضها أربع مستوطنات وهي: مستوطنة “نحلئيل”،و”نعاليه” و”تلمون” ومستوطنة “حلاميش”. كما يهدد تلك الاراضي محاولات المستوطنيين المستمرة للسيطرة على المنطقة، عبر تكثيف زياراتهم لها،والمكوث بها ومضايقة المزارعين الفلسطينيين.