مبادرة “مش غريب” الشبابية هدفت في جوهرها الى رفع الوعي المجتمعي بأبرز الحقب التاريخية والشخصيات المؤثرة التي عاشت بها، بأسلوب وطريقة مبتكرة تجذب المجتمع المقدسي، حيث كان باب الساهرة نقطة الانطلاق للراوي الذي بدأ برواية أحداث القصة وتجميع شخصياتها من محطات هامة في البلدة القديمة كحارة السعدية، وتكية خاصكي سلطان، ومدرسة الأيتام، وكنيسة القيامة، وباب الخليل وصولا للمحطة الاخيرة في باب العامود، التي احتشد فيه الجمهور وتفاعلوا مع شخصيات المبادرة وتعرفوا عليها بالتحاور معها والتقاط الصور.
فسبعة شخصيات حفظها التاريخ، اختارت العودة من الحضارات القديمة الى القدس للتجول في حارات البلدة القديمة من جديد ، لتحاكي المقدسيين بأصواتها وتعيد إحياء أهم المحطات التاريخية للمدينة عبر تنظيم مبادرة “مش غريب”، وتعزيز الثقافة والهوية الفلسطينية في القدس ورفع الوعي حول تلك الشخصيات التاريخية المجسدة، وانجازات كل منها خلال حقبته في المجالات الحياتية الاجتماعية، والاقتصادية الى جانب الآثار المعمارية والفنية المشيدة بسواعدهم.
واختارت مبادرة مش غريب الشخصيات من الحقب التاريخية الواقعة بين الفترتين الرومانية والقرن العشرين، فانطلاقاً من الفترة الرومانية التي جسدها الملك هيرودوس في المبادرة، الحقبة البيزنطية التي مثلتها الملكة هيلينا ، مروراً بالفترتين الأموية والمملوكية التي جسدها كل من رجاء بن حيوة وطنشق المظفرية، وصولاً للفترة العثمانية التي تمحورت حول روكسلانا ومحمد الخليلي، وأخيراً القرن العشرين التي توجته الراحلة هند الحسيني